معارك اسلامية

نعود اليوم لاستكمال معركة القادسية
قلنا ان الجيش الاسلامي بقيادة سعد بن ابي وقاص خرج من المدينة المنورة عاصمة الخلافة متجها الى العراق
وكان في وداعة امير المؤمنين وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض الصحابة الكرام ومن ضمنهم
علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم وساروا مع الجيش المسلم
الى خارج المدينة وهناك ودعهم المسلمون ودعوا لهم بخير

وقال عمر رضي الله عنه لسعد انزل بارض زرود وهي قريبة من العراق واكتب هناك الى المثنى فلياتي اليك
ولاتتحركوا الابامر مني ثم فرق عدد من جنودك وانت في زرود وانتخب اهل الراي والمشورة منهم والقوة والعدة
حتى يستكشفون امر العدو وماهي عدته وكيف نفسيته واستعداده للحرب واواصى عمر سعدا ان لايقطع نخلا
ولايخرب ارضا عامرة ولايغيرعلى اناس امنين في بيوتهم وقال له انك ستجد في طريقك اناس يتعبدون في
كنائسهم وستجد عجزة وشيوخا واطفالا ونساء فاياك ياسعد واياك ان تقربهم او تستبيح ارضهم واتركهم
على ماهم عليه واياك ان يغير احد من جندك عليهم فانت المسؤول امامي وحذره في هذا تحذيرا شديد اللهجة
لان عمر يرى ان هولاء القساوسة والشيوخ الكبار في السن والاطفال والعجزة والنساء اناس مسالمين

ولادخل لهم بما يجري من حرب بيننا وبين الفرس

واوصى عمر سعدا ان يبني في طريقة مراكزللبريد ويترك عند كل نقطة فارسا او فارسين

حتى اذا انتهى الى العراق يرسل اليه الرسائل فتصل اخبار المعركة اولا باول الى
الخليفة في المدينة المنورة

سار الجيش الاسلامي حتى وصل الى زرود وهناك عسكر سعد بالجيش الاسلامي

وكان عدده يفوق الستة عشر الفا على اكثر الروايات واخذ ينتظر مجئ المثنى بن حارثة الشيباني

بجيشه في العراق وتاخر جيش المثنى بسبب مرض المثنى ثم استشهاده رضي الله عنه

بسبب جراح تلقاها اثناء حروبه مع الفرس ثم اتى جيش المثنى الى سعد ودخل جميع الجيش تحت قيادة سعد بن ابي وقاص
رضي الله عنه وكتب سعد الى عمر يخبره بورود جيش المثنى واستشهاد المثنى رضي الله عنه فامره عمر ان
يسير الى القادسية والقادسية على مقربة من بوابة من المدائن عاصمة كسرى وفيها مقر ملكهم كسرى
وامر عمر سعدا ان ينضم جيشه ويضع قادة للالوية وقال له انظر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقربهم واستشرهم ولاتقطع رايا من دونهم فكان سعدا يقرب اصحاب النبي ويستشيرهم وجعل بعضهم
قادة الوية وسرايا من ضمنهم سلمان الفارسي والنعمان بن بشير وغيرهم

فكان في جيش سعد بضعة وسبعون صحابيا ممن حضروبدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثمائة وعشر ممن كانت له صحبه
فيما بين بيعة الرضوان الى مافوق ذلك وثلاثمائة ممن شهد فتح مكة وسبعمائة من ابناء الصحابة

وكتب عمر الى سعد يساله ان يصف له القادسية موقعها وارضها قربها وبعدها من العدو
فكتب اليه سعد بوصفها
فرد عليه عمر قائلا له:
(قد جاني كتابك وفهمته فاقم بمكانك حتى ينغض الله لك عدوك واعلم ان لها مابعدها فان منحك الله ادبار